بسطة
موقع أثري يعود الى ما قبل التاريخ ويعود تاريخه الاستيطاني الى أكثر من 9000 سنة، أي العصر الحجري الحديث ما قبل الفخاري الأول، ويقع هذا الموقع بجانب قرية بسطة الحديثة والتي تبعد حوالي 36 كم جنوب شرق وادي موسى، وترتفع نحو 1460م عن سطح البحر.
تعود منطقة "بسطة" إلى أوائل فترات استقرار الإنسان واعتماده على إنتاج طعامه من المحاصيل الزراعية، وتكمن أهميتها أيضاً بكونها من أوائل أماكن تدجين الحيوانات والاستفادة منها في العالم . يعني هذا مساهمة هذه المنطقة الأثرية بعملية استقرار الإنسان في مكان واحد والعيش في مجموعات أكبر، تم بناء المنازل في بسطة على الشكل الدائري المألوف، وقد مكن هذا التصميم الأفراد داخل المنزل الواحد من الإقامة والعيش سوياً. وقد استخدموا الحجر الكلسي لبناء منازلهم حيث يمكن معرفة ذلك عن طريق ارتفاع الجدران في بعض الأماكن والفواصل الحجرية التي كانت أرضياتها خشبية.
كان أهل القرية القديمة يدفنون أمواتهم تحت أرضيات بيوتهم، حيث يعتقد علماء الآثار أن القصد من ذلك هو تذكير الأجيال المتعاقبة بعلاقة العوائل والأفراد بمنازلهم، والذي أصبح لاحقاً مفهوم أساسي لملكية المكان والمنزل للفلاحين وأهل القرى.
كانت المواد المنزلية التي عثر عليها مصنوعة من الحجر والعظام التي صنع منها ادوات الطحن، بينما استخدم الصوان لصنع رؤوس السهام التي صنعت بمهارة عالية. ولقد تم العثور أيضاَ على دمى حيوانية مثل غزال جالس ورأس ثور أو بقرة ورأس دب ورأس كبش، ربما لها دلالات دينية.