البترا
البترا مدينة أثرية وتاريخية تقع في محافظة معان على بعد ٢٢٥ كم جنوب المملكة العاصمة الأردنية عمان، والى الغرب من الطريق الصحراوي الذي يصل بين عمان ومدينة العقبة على ساحل خليج العقبة.
تتميز مدينة البترا بأنها مدينة محفورة في الحجر الرملي الملون في صخور جبال وادي موسى الوردي ولذلك سميت بالمدينة الوردية، ويمكن للزائر ان يصل اليها بواسطة السيارة وبعدها يبدأ في السير بين جنبات مدينة ضخمة محفورة في الصخر ومختبئة خلف حاجز منيع من الجبال المتراصة التي بالكاد يسهل اختراقها يطلق عليه اسم السيق، وتعتبر البترا من أشهر المواقع التاريخيّة حيث تختلط تأثيراتُ التقاليد الشرقيّة القديمة مع الهندسة اليونانية القديمة.
والبترا مثال فريد لأعرق حضارة عربية (حضارة الأنباط)، حيث قام العرب الأنباط بنحتها في الصخر منذ أكثر من 2000 عام، وهي شاهدة على أكثر الحضارات العربية القديمة ثراءً وإبداعاً، حيث بقي موقع البترا غير مكتشف للغرب طيلة الفترة العثمانية، حتى أعاد اكتشافها المستشرق السويسري يوهان لودفيغ بركهارت عام 1812، من خلال رحلة استكشافية في كل من بلاد الشام ومصر والجزيرة العربية لحساب الجمعية الجغرافية الملكية البريطانية، لذلك يطلق العديد من العلماء والمستشرقين على البترا "بالمدينة الضائعة" وذلك لتأخر إظهارها إلى العالم، وقد وصفها الشاعر الانجليزي بيرجن بأنها المدينة الشرقية المذهلة، التي لا مثيل لها.
" البتراء "
اشتهر الأنباط بتقنيات هندسة المياه والحصاد المائي وهم أصحاب الفكرة منذ القدم، حيث طور الأنباط أنظمة الري وجمع مياه الأمطار والينابيع وتفننوا في بناء السدود والخزانات التي حفروها في الصخر، كما شقوا القنوات لمسافات طويلة، إضافة لبنائهم المصاطب الزراعية في المنحدرات لإستغلال الأراضي في الزراعة.
أُدرجت مدينة البترا على لائحة التراث العالمي التابعة لليونسكو في عام 1985 لتكون بداية الانطلاق نحو العالمية لتتوج لاحقاً كواحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة عام 2007، ونظراً لمكانتها وتميزها بالعديد من المعالم الفريدة، أصبحت الوجهة السياحية للعديد من السياح، حيث تُعد البترا اليوم رمز الأردن الأول، وأكثر الأماكن جذباً للسياح على مستوى المملكة.