القصر المحترق
يعتبر القصر المحترق من أبرز المعالم الأثرية التي قامت مديرية آثار مادبا بإعادة تأهيله في وسط مدينة مادبا. يحتوي القصر على أرضيات فسيفسائية تمثل الحياة اليومية، وصورة لما يسمى "آلهة النصر تايكي"، ويضم جزءاً من الشارع الروماني المتصل بالحديقة الأثرية، كما يحتوي الموقع على كنيسة الشهداء التي تشمل أرضيات فسيفسائية تعود الى الفترة البيزنطية خلال القرن السادس الميلادي.
وجاءت تسمية القصر المحترق أثناء عملية البحث والتنقيب التي قامت بها دائرة الآثار العامة والبعثات الأجنبية للتنقيب عن الآثار، حيث تبين أن هناك احتراقاً واضحاً على القصر، إضافة إلى الزلازل التي ضربت مدينة مادبا. حيث كان القصر أول مبنى خاص تم الكشف عنه من مادبا البيزنطية، وكان مبنى سكني يحتوي على غرف وممرات وأروقة وساحات مفتوحة.تم الكشف خلال دراسة اجريت عام 1905 لآثار مادبا عن أرضية فسيفسائية وجدت تحت طبقة سميكة من الرماد والفحم في فناء منزل خاص، وأُعتقد أنها بقايا كنيسة كانت موجودة آنذاك. إلا أن حفريات عام 1985م بينت أن الفسيفساء في الواقع جزء من أرضية لمجمع سكني خاص حُرق في أواخر العصر البيزنطي وتم هجره بعد ذلك. ومن هنا جاءت تسميته بـ "القصر المحترق".
بني القصر المحترق في نهاية القرن السادس/بداية القرن السابع ميلادي. وكان يستخدم على الأرجح من قبل كاهن كنيسة الشهداء القريبة منه. استمر استخدام المبنى خلال العصر الأموي "الفترة الإسلامية المبكرة" وما بعده. وعلى الرغم من الحرائق والزلازل التي حدثت في المنطقة إلا أنه لايزال بالإمكان مشاهدة روعة التصاميم البيزنطية المميزة من خلال ما تبقى من فسيفساء القصر المحترق، وتشمل هذه الفسيفساء أنماطاً هندسية متشابكة، وتجيسيداً للفصول الأربعة.