موقع أثري يقع في الشمال الشرقي من مدينة عمان على الطريق الرئيسي الذي يربطها مع مدينة الزرقاء. وتم اكتشافه عام 1974م. ان الموقع عبارة عن قرية ترجع الى العصر الحجري الحديث ما قبل الفخار، وكانت بلدة زراعية ورعوية اكتشفت اثناء بناء شارع عام بين الزرقاء وعمان. تتميز هذه المنطقة بوفرة النباتات البرية التي تنمو على ضفاف الوادي قرب عين ماء. شهد موقع عين غزال انتشار سكاني كبير، وفي وقت مبكر عاش في عين غزال 2500 نسمة.
بنيت المباني في عين غزال من الحجارة غير المشذبة، والمباني كانت مستطيلة الشكل بجدران مستقيمة، وكانت الأدوات الحجرية المستخدمة في تلك الفترة في منطقة بلاد الشام هي الأدورات الصوانية. وأهم ما يميز موقع عين غزال تلك التماثيل الجصية البشرية، والتي تم العثور عليها في المنطقة الوسطى للموقع عبر مجموعتين من التماثيل الجصية البشرية والتي تعد من التماثيل النادرة في المنطقة. كما وجدت دمى طينية حيوانية تمثل الحيوانات السائدة، غرزت بعضها بقطع صوانية في الرقبة والقلب والخصر. وقد دفن انسان عين غزال موتاه تحت ارضيات البيوت، في وضعية القرفصاء، مع نزع للجمجمة عن الجسد. وتم دفنها في مجموعات في مدافن خاصة.
بدأت الاكتشافات والتنقيبات الإنقاذية في عام 1982، وهذه التنقيبات كشفت عن عين غزال الأثرية التي تعود للعصر الحجري الحديث، أي الى منتصف الألف الثامن قبل الميلاد. بالاضافة الى اكتشاف العصور التي مرت على هذا الموقع وهي العصر الحجري الحديث ما قبل الفخاري (ب) في الفترة الواقعة بين حوالي 7500-6000 قبل الميلاد، تميزت العمارة في تلك الفترة بأن البيوت مستطيلة الشكل وذات أرضيات مقصورة في الغالب، والعصر الحجري الحديث ما قبل الفخار (ج) في الفترة الواقعة بين حوالي 6500-5500 ق.م، تخبرنا هذه الفترة بأن بعض المواقع قد هجرت نتيجة لتحولات مناخية، جاءت الأرضيات في هذه المرحلة على شكل خطوط متقاطعة أو متوازية، وعثر في أرضيات البيوت على مواقد نارية ومصاطب مرتفعة، وجاءت البيوت في هذه الفترة مكونة من مجموعة من الغرف الصغيرة المبنية حول ممر ضيق، وأرضياتها مقصورة ومدهونة أحياناً باللون الأحمر. أما مرحلة العصر الحجري الحديث التي تشمل الثقافة اليرموكية حيث مارس الإنسان الزراعة والرعي والصيد والجمع لتأمين غذائه، بالاضافة الى استخدام ادوات الطحن والجرش البازلتية. عثر في تلك الفترة على بيوت دائرية الشكل متباعدة عن بعضها وذات جدران منحنية.