المفرق

قلعة الفدين

تعد قلعة "الفدين" بالمفرق من أبرز وأهم تلك القلاع، فقد كانت الغاية من إنشائها هي إستخدامها كمركز إداري وسكن لحماية القلعة التي تقوم على أمن المنطقة وقوافل الحجيج، وكمحطة للإستراحة وتزويدهم بالماء والمؤن والأعلاف والعلاجات. وسميت القلعة بهذا الإسم نسبة للتسمية القديمة لمدينة المفرق والتي كانت تعرف بالفدين، وهي تصغير لكلمة "فدن" والتي تعني القصر المشيد أو القلعة الحصينة.

وبنيت القلعة عام 1517 م، وهي مربعة الشكل بمساحة 361 متر مربع، وتتألف من غرف جانبية عددها 9 ولها درجان يؤديان للطابق العلوي الذي لم يعد موجوداً. وتتوسط القلعة ساحة مبلطة بالحجارة الكلسية البيضاء والبازلتية السوداء، وبئر لتخزين مياه الأمطار، أستخدمت هذه القلعة لحماية القطار المار عبر السكة الحديدية الحجازية التي تقع على بعد 335 م إلى الشرق منها.

وأشارت الدراسات التاريخية، إلى أن الرحالة والمؤرخ السويسري يوهان لودفيك بركهارت زار القلعة عام 1809م وقال عنها بأنها "حامية عسكرية صغيرة الحجم برئاسة الآغا". كما زارها وذكرها العديد من الرحالة كالتونسي محمد السنوسي عام 1881م، والعثماني سليمان شفيق في عام 1890م . وبقيت القلعة قائمة على نحو متكامل حتى نهاية القرن التاسع عشر، ونتيجة لهجرها وعدم العناية بها أخذت بالزوال تدريجياً، إلا أن آثارها ما زالت باقية وشاهدة على حنكة العثمانيين الأمنية وحرصهم على حماية الشعائر الدينية.

خضع الأردن للحكم العثماني من عام 1516 - 1918م، وتم تقسيمه إلى عدة مقاطعات، كانت تتبع حينها لولاية دمشق. ونتيجة لذلك، أنشأ فيها العثمانيون العديد من المعالم التي ما زالت حاضرة حتى الآن، كالقلاع المتواجدة في العديد من محافظات المملكة، والخط الحجازي الذي تم تأسيسه عام 1902م، في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، والذي يربط دمشق بعمان، وصولاً إلى المدينة المنورة (الحجاز) في السعودية.

أنجزت مديرية آثار المفرق عام 2013 م مجموعة من المشاريع التي تصب في خانة الارتقاء بالمناطق الأثرية في المحافظة، ومن بينها قلعة "الفدين". وجرى العمل على ترميم القلعة، وخاصة الجدران الخارجية، على امتداد 20 متراً مربعاً. كما أنه تم ترميم الأرضيات الحجرية بطريقة تحافظ على خصوصية المنطقة الأثرية مع تكحيل الجدران من الداخل والخارج.

جميع الحقوق محفوظة © 2024 بوابة الإرث الأثري الأردني

تصميم و تطوير Echo Technology