أم الجمال

تقع أم الجمال في شمال الأردن بالقرب من الحدود السورية، وتشتهر المدينة بحجر البازلت الأسود المميز. تدل النقوش الموجودة في المدينة باللغة العربية، واليونانية، واللاتينية، والنبطية، والصافية على الحضارات المهمة والمتنوعة التي سكنت فيها.

مع ان الصيادون والقطافون من العصر الحجري القديم وجدوا في المنطقة، إلا أن أول مستوطنة مسجلة في أم الجمال كانت من قبل البدو العرب. كان البدو في أم الجمال يتستضيفوا قوافل التجارة النبطية التي تسافر بين البترا ودمشق، كما يتضح من الآثار والنقوش الموجودة على الحجارة.

استمر الإستيطان في أم الجمال وتغير على مر القرون وفي الفترة الرومانية بنيت القلعة ذات برج المراقبة، وخزان كبير، ومعبد ومقر إقامة إمبراطور وغيرها من الهياكل التي كانت تحصن المدينة ولا تزال قائمة حتى اليوم. أصبحت المدينة صاخبة خلال الفترة البيزنطية وكان يعيش فيها أكثر من 6000 شخص ومن الممكن العثور على خمسة عشر كنيسة ورموز مسيحية أخرى في الموقع حتى يومنا هذا.

" مدخل كنيسة بيزنطية في أم الجمال "

بعد الفتح الإسلامي، استمر المجتمع في الازدهار حتى عام 749 م عندما ضرب زلزال مدينة أم الجمال أدى إلى إخلاء المدينة تدريجياً من السكان وهجرها. بقت المدينة مهجورة من القرن التاسع حتى أوائل القرن العشرين وكانت أطلال الحضارات السابقة في مكانها حتى وصول الدروز الفارون من الإضطهاد في سوريا ولبنان إلى المنطقة، وقاموا بإعادة بناء المباني القائمة وتغييرها واستقروا في الموقع حتى عام 1932م. بعد ذلك رحل الدروز، واستقر العرب البدو هناك، وبدأ المجتمع الحديث في الظهور داخل وحول الآثار القديمة.

جميع الحقوق محفوظة © 2024 بوابة الإرث الأثري الأردني

تصميم و تطوير Echo Technology