قرية أردنية تقع في محافظة معان في الجنوب عُرفت سابقاً باسم (حوارة). استمر السكن في الحميمة بدون انقطاع منذ سنة 90 ق.م وحتى نهاية العصر الأموي. اشتهرت قرية الحميمة بكونها معقل الحركة العباسية وانطلاقاً لقيام دولتهم.
كشفت أعمال التنقيب التي جرت في الحميمة عن مجموعة من الأبنية والآثار التي يعود تاريخها إلى العصور النبطية والرومانية والبيزنطية والأموية. من هذه المنشآت وحدات سكنية، وحصن روماني كبير ابعاده (146X206 متر)، بالإضافة إلى حمام من العصر الروماني المتأخر، وخمس كنائس بيزنطية، وقصر يجاوره مسجد من العصر الأموي، وبركتان، وما يزيد على خمسين خزاناً لجمع المياه وخزنها حُفرت في الصخر، ومجموعة من السدود.
كما عُثر على قناة تمتد بطول 26.5 كم كانت تجلب المياه من ثلاثة ينابيع طبيعية في رأس النقب إلى بركة عند الحافة الشمالية لموقع الحميمة. تنسب الروايات التاريخية إقامة المستوطنة إلى الملك النبطي الحارث الثالث (78-52 ق.م). ونظراً لوقوعها على الطريق الممتدة من البتراء إلى أيلة (العقبة)، فقد ازدهرت الحميمة بسبب مرور القوافل التجارية بها.
كشفت الحفريات الأثرية عن القصر الذي كانت تقطنه الأسرة العباسية والذي يقع عند الطرف الشرقي من الحميمة وله شكل قريباً من المستطيل أبعاده 61X50م وكشف أيضاً عن وجود مسجد مجاور له. ويؤدي مدخل القصر إلى ممر يطل على مساحة مكشوفة غير منتظمة، يحيط بها ثلاثة صفوف من الغرف. يخلو القصر من الأبراج نصف الدائرية التي تدعم عادة الأسوار المحيطة، وهو بهذا لا يشبه القصور الأموية الصحراوية كالمشتى والحرانة والقسطل، بل ربما يكون بناؤه قد تأثر بعمارة الحجاز. مقابل المدخل، في الجهة الغربية، توجد غرفة زخرفت جدرانها بالرسومات الجدارية المكونة من أشكال نباتية ونماذج هندسية. وفي هذه الغرفة عُثر على رقائق من العاج حُفر عليها زخارف متنوعة بينها صورة محارب يرتدي الخودة والزي الحربي. على مسافة 10م إلى الجنوب الشرقي من القصر، يوجد مسجد أبعاده 5.6X5.75 م. قسِّم داخل المسجد إلى قسمين متساويين ويبرز عن حائطه الجنوبي محراب.