والبترا مثال فريد لأعرق حضارة عربية (حضارة الأنباط)، حيث قام العرب الأنباط بنحتها في الصخر منذ أكثر من 2000 عام، وهي شاهدة على أكثر الحضارات العربية القديمة ثراءً وإبداعاً،
حيث بقي موقع البترا غير مكتشف للغرب طيلة الفترة العثمانية، حتى أعاد اكتشافها المستشرق السويسري يوهان لودفيغ بركهارت عام 1812، من خلال رحلة استكشافية في كل من بلاد الشام ومصر والجزيرة العربية لحساب الجمعية الجغرافية الملكية البريطانية،
لذلك يطلق العديد من العلماء والمستشرقين على البترا "بالمدينة الضائعة" وذلك لتأخر إظهارها إلى العالم، وقد وصفها الشاعر الانجليزي بيرجن بأنها المدينة الشرقية المذهلة، التي لا مثيل لها.
اشتهر الأنباط بتقنيات هندسة المياه والحصاد المائي وهم أصحاب الفكرة منذ القدم، حيث طور الأنباط أنظمة الري وجمع مياه الأمطار والينابيع وتفننوا في بناء السدود والخزانات التي حفروها في الصخر، كما شقوا القنوات لمسافات طويلة، إضافة لبنائهم المصاطب الزراعية في المنحدرات لاستغلال الأراضي في الزراعة.
أُدرجت مدينة البترا على لائحة التراث العالمي التابعة لليونسكو في عام 1985 لتكون بداية الانطلاق نحو العالمية لتتوج لاحقاً كواحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة عام 2007، ونظراً لمكانتها و تميزها بالعديد من المعالم الفريدة، أصبحت الوجهة السياحية للعديد من السياح، حيث تُعد البترا اليوم رمز الأردن الأول، وأكثر الأماكن جذباً للسياح على مستوى المملكة.